بسم الله الرحمن الرحيم
" وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم
مُّسْلِمِينَ "
(سورة يونس : 84) كانت رسالة سيدنا موسى عليه السلام هى الإسلام ،
وكان معه المسلمون من بنى إسرائيل ،
و الإسلام هو الدين الوحيد الذى يقبله الله من عباده
" وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
( سورة آل عمران : 85 )
هؤلاء كانوا هم المسلمون فى عهد سيدنا موسى وكان غيرهم من الكفار و المشركين
أخى المسلم ، هذا إختبار بسيط لإنتمائك ، و أنت تقرأ فى القرءان الكريم قصة سيدنا موسى عليه السلام و من معه من المسلمين و فرعون الطاغية و من معه من الكفار ، هل تشعر أنك مع سيدنا موسى و من معه من المسلمين ، أم مع فرعون و زبانيته لأنهم مصريون ؟؟؟
عندما تقرأ قصتهم و تشعر أنك مع سيدنا موسى الذى هو من بنى إسرائيل ضد فرعون المصرى ، فمعيارك هو المعيار الصحيح لأنه معيار الدين ، فنحن مع المسلمين الذين أسلموا مع سيدنا موسى ضد الفراعنة المصريين الذين حاربوا أهل الإيمان ،
حتى السحرة الذين آمنوا مع سيدنا موسى عليه السلام قالوا لفرعون عندما هددهم بتعذيبهم و التنكيل بهم ، دعوا الله أن يتوفاهم مسلمين
" وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ
( سورة الأعراف : 126 )
وفرعون نفسه عند غرقه لم يجد بداً فأعلن إسلامه ، و لكن لم تُقبَل توبتُه لأنها عند لحظة الموت .
" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً
حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ
وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
( سورة يونس : 90)
وعندما أمر الله عز و جل سيدنا موسى عليه السلام و من معه من المسلمين أن يدخلوا الأرض المقدسة " ســـاجدين " فليس معنى هذا أن الله أمر اليهود أن يدخلوا أرض العرب ، بل معناه أن الله أمر المسلمين أن يدخلوا المدينة كحجاج لينشروا منها دعوة الإسلام إلى كل بقاع الأرض ،
ألم تلاحظ أن الله أمرهم " َادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً " و أن يطلبوا أن يحط الله عنهم ذنوبهم و يغفر لهم بأن يقولوا " حطة " فقط ، و بهذا ينشروا الإسلام من المدينة المقدسة ، و قد وعدهم الله عز و جل بأنهم إذا فعلوا ذلك فإنهم سيعيشون فى رغدٍ من العيش و سيأكلون من الطيبات حيث يشاءون .
" وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً
وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ
نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ "
(سورة البقرة : 58)" وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ
وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ "
(سورة الأعراف : 161)
و لكنهم جبنوا أن يدخلوا الأرض المقدسة ( القدس ) :
" قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا
فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ"
( سورة المائدة : 22)
و جبنوا عن مواجهة هؤلاء البشر و تجرأوا على خالقهم عز و جل
" قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا
فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ "
( سورة المائدة : 24)
لم يأمرهم الله عز و جل بقتال أهل هذه الأرض المقدسة بل أمرهم أن يدخلوها ساجدين مستغفرين ربهم ، لينشروا منها دعوة الإسلام ، و كان فيهما فقط رجلان يعلمان أن القوة مع صدق الإيمان
" قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا
ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ
وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
( سورة المائدة : 23)
لم يقولوا " حطة " كما أمرهم الله أى ربنا حط عنا ذنوبنا ، بل قالوا " حنــطة " ( نوع من الحبوب ) يريدون شراءه ، و لم يدخلوا ساجدين كما أمرهم الله
" فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ
( سورة الأعراف : 162)
" قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا
فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)
قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)
سورة المائدة
حرم الله عليهم دخول المدينة المقدسة 40 سنة ليتيهوا فى جبال سيناء " أرض التيه "
و لم يدخلها موسى عليه السلام أبداً فى حياته ، إلا عندما أُسرِى برسول الله صلى الله عليه و سلم حيث صلى سيدنا محمد بالأنبياء إماماً .
و لكن دخلها بعد ال 40 سنة التى حرمها الله نبى الله يوشع بن نون عليه السلام ( فتى موسى فى سورة الكهف ) ،
لا تصدق الدمار و الحرائق و الفزع و تقتيل الأبرياء التى إمتلأ بها سفر يشوع و هو يصف دخول بنى إسرائيل المدينة المقدسة فلا يمكن أن يفعل ذلك نبى كريم و من معه من المسلمين .
دخل الناس فى دين الله ، و آمنوا بالتوراة ، و توالت آلاف الأنبياء عليهم السلام فى المدينة المقدسة حتى جاء نبى الله المسيح عيسى بن مريم ، و أعلن لليهود لما رأى بعدهم عن دين الله و استكبارهم فى الأرض بغير الحق ، أعلن لهم عليه السلام أن أمر الرسالة سيُنزَع منهم ثم يُعطى لأمة تعمل بأثماره ، و أن مدينتهم سيتم إبادتها حتى لن يبقى فيها حجر على حجر ، و صدق عليه السلام ، و تم بعد وفاته بسبعين سنة تدمير المدينة المقدسة تدميراً
وهذا عاقبة الإفساد الأول الذى ذكره الله عز و جل فى سورة الإسراء
و عندما إستلم عمر بن الخطاب المدينة المقدسة و كان معه كبار الصحابة مثل أبى عبيدة بن الجراح و خالد بن الوليد و بلال بن رباح رضى الله عنهم جميعاً ، تهللت مدينة السلام بالإسلام ، و لم يكن فى المدينة المقدسة آنذاك يهودى واحد
و ستظل إن شاء الله منارة الإسلام ، و سيجتمع اليهود حتى ينتصر عليهم المسلمون نصراً مؤزراً و هذا هو وعد الآخرة وعاقبة الإفساد الثانى لليهود فى الأرض ، و سيهزمهم المسلمون و هم فى عز إعتزازهم بقوتهم و غرورهم ، فتدبر التعبير القرآنى مخاطباً اليهود :
" إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ
وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
سورة الإسراء (7)
التعبير " لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ " أى سيحرجونكم و يفاجئونكم بالنصر عليكم و أنت فى عز إعتزازكم بقوتكم
و النزاع حينذاك هو نزاع بين أهل الإيمان و أهل الضلال ، ليس بين اليهود و العرب ، و لم يأمر الله قوماً بإحتلال أرض قوم آخرين :
" قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ
إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "(سورة الأعراف : 128)
هل بعد ذلك ستترك القدس لليهود الذين ضلوا و أفسدوا و أغضبوا ربهم وغرتهم الحياة الدنيا ؟
أم ستحاول بقدر إستطاعتك المساهمة فى نصر دين الله ؟؟؟
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ