moderator المديرون
عدد المساهمات : 152
احترام قوانين :
| موضوع: القول الفصل في مسألتي العلو والاستواء على العرش الأحد سبتمبر 20, 2009 10:44 pm | |
| القول الفصل في مسألتي العلو والاستواء على العرش بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد ، فهذا قول مختصر في مسألتي علو الله واستوائه على العرش ، وهو المختار ان شاء الله : 1- تفسير قول الله تعالى : ثم استوى على العرش قوله تعالى : { ثُمَّ استوى عَلَى العرش } هذه مسألة الاستواء؛ وللعلماء فيها كلام وإجراء . وقد بينا أقوال العلماء فيها في ( الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولاً .
والأكثر من المتقدّمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيّز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدّمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة ، فليس بجهة فوق عندهم؛ لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز ، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز ، والتغير والحدوث . هذا قول المتكلمين . وقد كان السلف الأوّل رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافّة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله . ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة ، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته . قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم يعني في اللغة والكَيْف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها . 2- تفسير قول الله تعالى : أأمنتم من في السماء وقال المحققون : أمنتم مَن فَوقَ السماء؛ كقوله : { فَسِيحُواْ فِي الأرض } [ التوبة : 2 ] أي فوقها لا بالمماسّة والتحيّز لكن بالقهر والتدبير . وقيل : معناه أمنتم مَن على السماء؛ كقوله تعالى : { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النخل } [ طه : 71 ] أي عليها . ومعناه أنه مدبرها ومالكها؛ كما يقال : فلان على العراق والحجاز؛ أي واليها وأميرها . والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة ، مشيرة إلى العلو؛ لا يدفعها إلا مُلْحدٌ أو جاهل معاند . والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السّفل والتّحت . ووصفه بالعلوّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام . وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ، ومنزل القطر ، ومحل القُدس ، ومعدن المطهرين من الملائكة ، وإليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته؛ كما جعل الله الكعبة قِبلةً للدعاء والصلاة ، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان . وهو الآن على ما عليه كان . --- من تفسير الامام القرطبي | |
|